الدكتور صفد الشمري
استاذ الاعلام الرقمي بجامعة بغداد
رئيس مؤسسة بغداد للتواصل والإعلام الرقمي
تعد صحافة الذكاء الاصطناعي مفهوماً حديثاً، يجمع بين تقانات التكنولوجيا، وبين وسائل الإعلام، لصناعة المحتويات أو تحسينها، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وبذلك يمكن تعريفها بانها: “عملية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبيل: التعلم الآلي، والمعالجة الطبيعية للغة، وأدوات التحليل البياني، لإنشاء أو تحسين المحتوى، وتسهم هذه الأدوات في تسريع عملية الإنتاج الصحفي، وتقليل التكلفة، وزيادة الدقة”.
مجالات صحافة الذكاء الاصطناعي
- التقارير الآلية: إنشاء محتوى إعلامي بشكل تلقائي، باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل التقارير المالية أو الرياضية.
- تحرير المحتوى: أدوات التدقيق اللغوي وتحليل البيانات لتحسين جودة المحتوى.
- التفاعل مع المستخدمين: روبوتات الدردشة والمساعدات الذكية، التي تسهم في تفاعل وسائل الاعلام والمواقع الإلكترونية، مع جمهورها.
خصائص صحافة الذكاء الاصطناعي
- التفاعل الآلي: يوفر استخدام الذكاء الاصطناعي ردوداً سريعة وتفاعلية مع المستخدمين.
- السرعة والكفاءة: القدرة على إنتاج المحتوى بشكل أسرع، مقارنة مع الأساليب التقليدية.
- التخصيص: القدرة على تخصيص الأخبار والمحتوى وفقاً لتفضيلات المستخدمين، باستخدام خوارزميات التعلم الآلي.
- الدقة: تحسين دقة البيانات، باستخدام أدوات التحليل الذكية، مثل الكشف عن الأخطاء، أو التحقق من الحقائق.
أدوات صحافة الذكاء الاصطناعي
- أنظمة الترجمة الآلية: مثل (Google Translate) لترجمة النصوص بشكل دقيق وفاعل.
- أدوات الكتابة الآلية: مثل (Chat GPT) التي تساعد في إنشاء نصوص صحفية تلقائياً.
- برامج التحليل البياني: لتحليل البيانات الصحفية وتحويلها إلى تقارير مرئية.
- الأدوات التفاعلية: مثل ( Chatbots ) للتفاعل مع الجمهور.
مميزات صحافة الذكاء الاصطناعي
- زيادة الإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي، إنشاء تقارير وصياغات صحفية، بسرعة ودقة عالي عاليتين.
- تقليل الأخطاء البشرية: يحسّن الذكاء الاصطناعي من دقة المحتوى، ويقلل من الأخطاء المرتبطة بالتحرير اليدوي.
- تخصيص المحتوى: يمكن للمحتوى الاعلامي، باستخدام الذكاء الاصطناعي، أن يصبح أكثر توافقية مع اهتمامات المستخدمين.
- تعزيز التجربة التفاعلية: يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات تحسين تفاعل المستخدمين، مع الأخبار والمحتوى، بشكل عام.
- تحليل البيانات الضخمة: استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة، لاستخلاص رؤى صحفية قيمة.
تحديات صحافة الذكاء الاصطناعي
- التحقق: قد يواجه الذكاء الاصطناعي عدداً من الصعوبات في التحقق من صحة المحتوى المنشور.
- الافتقار إلى الإبداع: يمكن ان يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على الابتكار، والقراءة بين السطور مثل الصحفيين البشر.
- فقدان الوظائف: قد يتسبب استخدام الذكاء الاصطناعي، في تقليص فرص العمل في مجال الصحافة التقليدية.
- التضليل والـتزييف: قد يستخدم البعض الذكاء الاصطناعي، لإنشاء أخبار كاذبة أو معلومات مضللة او مزيفة.
- الخصوصية والأخلاقيات: يثير جمع وتحليل بيانات الجمهور قضايا تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات.
متطلبات تطبيق صحافة الذكاء الاصطناعي
- التدريب المستمر: يحتاج الاعلاميون إلى التدريب، على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بشكل فاعل ومستمر.
- البنية التحتية التكنولوجية: يجب تمكين الاعلاميين من الوصول إلى الأنظمة والأدوات المتطورة، مثل الخوادم القوية، وبرمجيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة باستمرار.
- التمويل: يعد الاستثمار في التكنولوجيا والتدريب، العامل الأساس في تحقيق الفائدة كاملة من الذكاء الاصطناعي في الاعلام.
- الالتزام بالأخلاقيات: يجب ضمان تماشي استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مع المعايير الأخلاقية، والقيم المهنية السائدة في الاعلام.
البيانات الضخمة للجمهور في صحافة الذكاء الاصطناعي
- تخصيص المحتوى: يمكن لصحافة الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة، لتوفير محتوى مخصص يتناسب مع اهتمامات وتفضيلات كل فرد من الجمهور، ومنه ان كانت هناك بعض الأخبار المتعلقة بالرياضة أو السياسة أو الترفيه، فان الانظظمة الذكية يمكن أن ترشح المحتوى بناءً على تفضيلات المستخدم السابقة، أو سلوكه على الإنترنت.
- تحسين تجربة المستخدمين: تساعد البيانات الضخمة في تحسين تجربة المستخدم، عن طريق تقديم محتوى ذي صلة بشكل مستمر، مما يجعله أكثر ارتباطاً بمحتوى الوسيلة الاعلامية، أو الموقع، بالنظر لقدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحليل سلوكيات الجمهور، وتحديد المواضيع الأكثر اهتماماً لديهم، وبالتالي تحسين تخصيص الأخبار والمقالات.
- التفاعل الذكي: تسمح البيانات الضخمة لوسائل الاعلام والمواقع الالكترونية بالتفاعل بشكل أكثر حيوية مع الجمهور، إذ يمكن استخدام روبوتات الدردشة أو المساعدات الذكية للإجابة على استفسارات الجمهور بسرعة، مما يحسن التفاعل بين الجمهور والمحتوى الإعلامي.
- تحليل الأحداث: يمكن للاعلاميين استخدام البيانات الضخمة، لتحليل الأخبار بشكل أسرع وأكثر دقة، فضلاً عن تحليل الأحداث العالمية أو المحلية فور حدوثها، عبر تتبع تدفق البيانات من وسائل الإعلام، وبالتالي تقديم تقارير أكثر موضوعية وشمولية للجمهور.
- مكافحة الأخبار الكاذبة: تساعد البيانات الضخمة في التحقق من صحة الأخبار والمحتوى المنشور، ويمكن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، الكشف عن الأخبار الكاذبة أو المضللة التي تنتشر بسرعة على الإنترنت.
- التقارير التحليلية المعمّقة: يمكن لصحافة الذكاء الاصطناعي، وعن طريق معالجة كميات ضخمة من البيانات، أن تقدم التقارير التحليلية التي تحتوي على رؤى جديدة ودقيقة، حول مواضيع معينة، ومنها: تحليل البيانات الاقتصادية أو الاجتماعية لتقديم تقارير أكثر تفصيلاً عن تأثير السياسات العامة على حياة الناس
آليات التعامل مع البيانات الضخمة في صحافة الذكاء الاصطناعي
- جمع البيانات: ويكون جمعها من مصادر متعددة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والتقارير الحكومية، أو قواعد البيانات العامة، وقد تشمل هذه البيانات النصوص، والصور، والفيديوهات، والمحتويات الصوتية، وغيرها.
- تنظيف البيانات: يتم تنظيف البيانات بعد جمعها، ومن ثم تحليلها لتحديد المعلومات ذات الصلة وتصحيح الأخطاء، فقد تحتوي بعض البيانات على معلومات مكررة أو غير دقيقة، ويجب معالجتها قبل استخدامها في التقارير.
- تحليل البيانات: يستخدم الاعلاميون الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، لاستخلاص الأنماط والاتجاهات من كميات ضخمة من المعلومات، وقد يشمل ذلك تحديد المواضيع الشائعة، أو رصد الأحداث الهامة قبل أن تنتشر على نطاق واسع.
- التصورات البصرية للبيانات: يساعد الذكاء الاصطناعي في تقديم البيانات الضخمة على شكل تصورات بصرية، مثل الرسوم البيانية والمخططات التفاعلية، وتساعد هذه التصورات الجمهور في فهم المعلومات المعقدة، بطريقة بسيطة وواضحة.
- إدارة البيانات وتحليل الاتجاهات: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الاتجاهات السائدة في الأخبار، ومنه إذا ما كانت هناك مواضيع معينة تهم الجمهور بشكل متزايد، ويمكن تحليل هذه الاتجاهات وتقديم محتوى إعلامي يتماشى معها.