صحافة البيانات

الدكتور صفد الشمري

استاذ الاعلام الرقمي بجامعة بغداد

رئيس مؤسسة بغداد للتواصل والاعلام الرقمي

تعد صحافة البيانات، شكلاً من أشكال الصحافة، التي يجري استخدام البيانات الرقمية فيها، مصدراً أساسياً للمحتويات الإخبارية، وتعتمد على تحليل وتفسير وتصوير البيانات، للكشف عن الحقائق، وسرد القصص بطرق أكثر دقة وشفافية.. وبذا، يمكن القول: بانها الجمع بين قواعد وأساليب الكتابة الصحافية، وبين تحليل البيانات، والتصميم البصري الرقمي.

وظائف صحافة البيانات:

1. كشف الحقائق: ويكون ذلك بتحليل مجموعات كبيرة من البيانات.
2. مراقبة الاداء: وفي مقدمته ما يرتبط بالاداء الحكومي والسياسات العامة، بوساطة تحليل الميزانيات، والعقود، والإحصاءات الرسمية…
3. تفكيك المعلومات المعقدة: بتبسيطها الى المستخدمين، وتحويلها إلى قصص مفهومة، يمكن ان يكوّنوا عن طريقها مواقفهم، ازاء الاحداث من حولهم.
4. تحسين تجربة المستحدمين: بخدمة الجمهور وتقديم المعلومات الدقيقة القائمة على الأرقام بشكل واضح ومفهوم.
5. مكافحة الأخبار الكاذبة: تستند صحافة البيانات إلى البيانات الموثوقة، الامر الذي يسهم في الكشف عن المعلومات المضللة والأخبار المزيفة.

أدوات صحافة البيانات

1. أدوات جمع البيانات: ومنها (Google Forms)، و(Web Scraper).
2. أدوات تحليل البيانات: ومنها: (Google Sheets).
3. أدوات التصوير البياني: ومنها (Datawrappre).
4. أدوات التحقق من البيانات: ومنها (Google Fact Check Tools)، و(Open Refine)، لتنظيف البيانات.

أساليب صحافة البيانات:

1. التحليل الإحصائي: ويكون الغرض منه استكشاف الأنماط والاتجاهات المختلفة.
2. الربط بين مجموعات البيانات: يتم اعتماد هذا الاسلوب لتكوين روايات جديدة، غير تقليدية.
3. التحقيقات الاستقصائية: بوصفها احدى الانماط الصحافية القائمة على البيانات.
4. تصوير البيانات بصرياً: ويجعل هذا الأسلوب من المحتويات الإعلامية مفهومة، بالنسبة لعموم المستخدمين، ولاسيما الجمهور غير المختص.
5. الصحافة التفاعلية: ويمكّن هذا الأسلوب المستخدمين من التفاعل مع الخرائط والرسوم الديناميكية.

مميزات صحافة البيانات:

1. تقدم معلومات دقيقة ومبنية على الحقائق.
2. تعزز مصداقية وسائل الإعلام.
3. تسهل اتخاذ القرار للمستخدمين من عموم الجمهور والمؤسسات.
4. تكشف عن القضايا الخفية، التي قد لا تظهر بشكل واضح وميسر، من دون تحليل البيانات.
5. تحفز على المشاركة المجتمعية.

فوائد صحافة البيانات:

1. تمكين المستخدمين من فهم القضايا العامة.
2. تحسين جودة النقاش العام، بزيادة الشفافية الحكومية.
3. دعم حملات الضغط والمناصرة.
4. خلق محتوى متجدد ومميز لوسائل الإعلام.

تحديات صحافة البيانات:

1. البيانات المفتوحة والموثوقة: مازالت الكثير من المؤسسات الحكومية لا تنشر بياناتها بشكل منتظم أو شفاف، الى جانب ضعف التزام العراق بمبادئ البيانات المفتوحة، إلى جانب كون أغلب البيانات المتوفرة غير محدّثة أو  منظمة، أو منشورة بصيغ غير قابلة للمعالجة.
2. استخدام البيانات في الإعلام: يعتمد اغلب الصحافيين على المصادر التقليدية، في استقصاء معلومتهم ومنها المقابلات والتصريحات، في مقابل ضعف في التدريب على أدوات تحليل البيانات وتصويرها، وقلة التخصصات أو الدورات التدريبية التي تدمج بين الإعلام وتحليل البيانات.
3. ضعف البنية التحتية الرقمية: وهي من التحديات التي تواجه العمل بصحافة البيانات، ومنها ضعف خدمات الإنترنت، ومحدودية الوصول إلى أدوات التحليل المتقدمة، وقلة الحواسيب أو البرمجيات المناسبة داخل غرف الأخبار أو المؤسسات الاعلامية.
4. التحديات السياسية والأمنية: وفي مقدمتها الخوف من كشف ملفات الفساد أو معالجة القضايا الحساسة، التي قد تعرض الصحفيين للمخاطر، وضعف اجراءات الحماية القانونية لهم، لاسيما ما يرتبط بمجال التحقيقات التي تعتمد على البيانات.
5. التعاون بين الصحافيين والمختصين في البيانات: لا يوجد تواصل كافٍ بين الإعلاميين والمبرمجين أو محللي البيانات، الى جانب غياب فرق العمل متعددة التخصصات، في المؤسسات الإعلامية العراقية.
6. التحقق من صحة البيانات: وجود بيانات متضاربة من المصادر الحكومية وغير الحكومية، وعدم توفر أدوات التحقق سهلة الوصول باللغة العربية، وتزايد الأخبار المزيفة والمضللة التي تستغل نقص البيانات الدقيقة.
7. اللغة والمهارات التقنية: من تحديات صحافة البيانات في العراق، ما يرتبط بعدم قدرة معظم الصحافيين من التعامل مع أدواتها، التي غالباً ما تكون باللغة الإنكليزية، إلى جانب النقص الكبير في مهاراتهم الرقمية.

متطلبات صحافة البيانات:

1. تعزيز ممارسات “البيانات المفتوحة”، على المستوى الحكومي.
2. تطوير المناهج التعليمية الحديثة التي تدمج الإعلام مع علم البيانات.
3. تنظيم ورش العمل المكثفة للصحافيين بالتعاون مع المنظمات المختصة.
4. إنشاء فرق العمل داخل المؤسسات الإعلامية التي تجمع بين مهام الصحفي وبين المحلل والمصمم.
5. الضغط على الحكومة لتوفير بيانات محدّثة بصيغ قابلة للمعالجة.
6. تأمين الحماية القانونية للصحفيين العاملين في التحقيقات المعتمدة على البيانات.