الدكتور صفد الشمري
استاذ الاعلام الرقمي بجامعة بغداد
رئيس مؤسسة بغداد للتواصل والاعلام الرقمي
صارت الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، من الممارسات الإعلامية المُلحة، التي تقارب بين الإعلام الرقمي، وبين التقانات الذكية.. وبذا فهي ترتبط بكيفية إنتاج المحتوى الإعلامي اعتماداً على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، سواء عبر الأتمتة، أو تحليل البيانات، أو توليد النصوص، أو التوصية بالمحتوى، أو تخصيصه.
ومن هنا يمكن تعريفها بانها: “عملية إنتاج أو تحرير أو تخصيص المحتوى، بالاعتماد على الخوارزميات الذكية، وتشمل أدوات الذكاء الاصطناعي، في توليد النصوص وتحليل الجمهور وتوجيه المحتوى ودراسة الحالات.. وغير ذلك، بهدف بلوغ الوصول الذكي الى الجمهور، وتحسين تجربة المستخدمين”.
أدوات الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي:
- أدوات توليد النصوص: من قبيل (Chat GPT)، و(Deep Seek)، و(Grok)، و(Gemini).
- أدوات تحليل البيانات والاتجاهات والمشاعر: مثل (Google Trends).
- أدوات أنظمة التوصية: مثل خوارزميات (Face Book)، و(You Tube)، لتوجيه الاخبار والمحتوى.
- برمجيات التعرف على الصوت والصورة: لتحويل المقاطع إلى نصوص.
- برمجيات التصحيح والتحرير التلقائي.
- أدوات الجدولة والتخصيص.
أهمية الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي:
- السرعة والدقة في إنتاج المحتوى.
- إمكانية تخصيص المحتوى للجمهور بشكل فردي.
- خفض التكاليف التشغيلية في المؤسسات الإعلامية.
- تعزيز التفاعلية مع الجمهور عبر توصيات ذكية.
- تحسين جودة التحرير وتصحيح الأخطاء تلقائياً.
استراتيجيات الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي:
- تحليل البيانات: فهم الجمهور بوساطة الخوارزميات.
- التعلم من التفاعلات: تحسين المحتوى بناءً على أدائه.
- التخصيص الديناميكي: تقديم محتوى متغير وفقاً لاهتمامات المستخدمين.
- التوازن بين الإنسان والآلة: الحفاظ على “الحس البشري” مع الأتمتة.
- تقنين الذكاء الاصطناعي: يستخدم الذكاء الاصطناعي عند الحاجة في التحرير والمراجعة.
خصائص الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي:
- الأتمتة العالية: كتابة المقالات والأخبار من دون التدخل البشري.
- قابلية التخصيص: كتابة محتوى يناسب فئة محددة بالذات.
- سرعة الإنجاز: إنتاج محتويات عدة في وقت قصير.
- التكيّف المستمر: تعتمد على التعلم الآلي لتحديث الأسلوب.
- التحليل الاستباقي: تتنبأ باهتمامات الجمهور.
تحديات الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي:
- فقدان الحس الإنساني والإبداعي.
- الاعتماد المفرط على الأتمتة.
- التحيّز الخوارزمي، فقد تنتج الخوارزميات المحتوى المنحاز، انطلاقاً من الانحياز القيمي للبيانات نفسها.
- تهديد وظائف الصحفيين.
- المشاكل الأخلاقية، ومنها الشفافية والملكية الفكرية.
- صعوبة التحقق من المحتويات المنتجة آلياً.
مناهج التدرييب على الكتابة لخوارزميات الذكاء الاصطناعي:
- دورات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: تعريف الاعلاميين بالمفاهيم الأساسية في الذكاء الاصطناعي، مثل: التعلم الآلي والمعالجة الطبيعية للغة والخوارزميات التنبؤية، وغير ذلك.
- التدريب على الأدوات الذكية: منها تطبيقات تحرير النصوص، المعززة بالذكاء الاصطناعي، وأدوات تحليل البيانات والمشاعر، وبرامج التوصية الذكية للمحتوى.
- محاكاة المحتوى التلقائي: كتابة المحتويات، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ومقارنة النتائج بين المحتوى البشري، وبين المحتوى الآلي.
- التحرير والمراجعة للخوارزميات: التأكد من خلو المحتوى من الأخطاء المنطقية أو المعلوماتية، وفحص التحيزات أو الصياغات غير اللائقة.
- الكتابة الأخلاقية في ظل الذكاء الاصطناعي: احترام الملكية الفكرية، والتحقق من المصادر، وحماية الخصوصية.
مؤشرات في الكتابة الإعلامية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي وفقاً لدليل الكتابة للمنصات الرقمية الذي يصدره معهد الجزيرة للإعلام:
- يحبذ ان تبدأ صيغ التحرير في الكتابة وفقاً لخوارزميات الذكاء الاصطناعي بـ (الفعل – الفاعل – المفعول به).
- يفضل ألا يزيد عدد كلمات المقال عن (1500) كلمة، إلا في حالات استثنائية للغاية.
- يكون ملخص المقال من (45) كلمة، في أقصى تقدير.
- يتألف عنوان المحتويات الاخبارية في المواقع الإلكترونية من (5- 7) كلمات.
- ينبغي العناية الفائقة بالفواصل، والجمل الاعتراضية، وعلامات الترقيم.
- يمكن الإفادة من خصائص (الروابط المتشعبة)، لإحالة المتلقي إلى خلفيات الأحداث، أو أية إضافات تجدها ضرورية، على شكل (Link)، داخل النص نفسه.
- ينبغي تضمين العنوان أهم الكلمات المفتاحية أو الدلالية، والتي ينبغي ان تكون ذات علاقة بالأحداث الأكثر انتشاراً.
- ترتبط الكلمات المفتاحية أو الدلالية، بالكلمات الشائعة في محركات البحث (Trends)، لتسهيل وصول المستخدمين، عن طريق استخدامها بوصفها كلمات رائجة في البحث، بساعة النشر.
- ينبغي الحرص على أن يكون المحتوى أصلياً (Original) بكل وسائطه، في حال اعتماد الكلمات المفتاحية الشائعة، وإعتماد شروط حقوق الملكية الفكرية.
- يمكن الاستدلال الى الكلمات المفتاحية الدلالية الرائجة عبر أدوات عدة، في محيطك المحلي، والاقليمي، وحتى العالمي، ومنها: موقع (trends.google.com)، وكذلك موقع (ads.google.com).
- يمكن الاطلاع على عناوين قبلتها خوارزميات البحث، ومعرفة كيفية تناولها للمحتويات، عن طريق البحث في محرك (Google) على الكلمات المفتاحية بوصفها رائجة.
- يجري توظيف الكلمات المفتاحية أو الدلالية، في العنوان والوصف والمقدمة والمتن العناوين الفرعية وشروحات الصور والفيديوهات والغرافيك.
- يساعد هذا التوظيف في وصول المستخدمين الى المحتوى، عن طريق بحثهم عن الكلمات الرائجة (Trends).
- يجب اعتماد اسلوب السرد الرقمي، في بناء النصوص، والتي تعتمد على توظيف الوسائط المتعددة في المحتوى الواحد: (نص، فيديو، صورة، صوت…)، ضمن عملية اندماج تكاملي.
- ينبغي تعزيز المحتويات المقالية أو النصية بالصور، مع الإشارة الى الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية.
- تستخدم الكلمات المفتاحية في مواقع الويب، فيما تستخدم الوسوم (Hashtags#)، في حسابات وسائط التواصل الاجتماعي.
- قدم ملخصاً للموضوع يحمل العناصر الرئيسة للقصة الاخبارية، واهم ما تتوقع ان يحتاج اليه المستخدم منها، او يبحث عنه.
- الكتابة في شبكات التواصل الاجتماعي، تختلف تماماً عن الكتابة للمواقع الاخبارية، وبحسب الخوارزميات.
- يسمح (Face Book) باستخدام (63) الف حرف في المنشور الواحد، الا ان خوارزمياته تعمل على زيادة فرص انتشاره بنسبة (80%) في حال جرى تحديد المنشور بعدد (40-80) حرفاً فقط، وهو ما ينبغي مراعاته في الكتابة الاعلامية.
- ينصح باستخدام لغة حوارية تفاعلية وتعزيز النص المقالي بمعادل بصري دائماً.
- على الرغم من ان منصة (X) تويتر تتيح استخدام (280) حرفاً، وتزيد على العدد مع الحسابات الموّثقة، الا ان خوارزمياتها تدعم من تفاعل المنشورات التي يكون عددها (70 – 100) حرف، وهو ما يتطلب التركيز في صلب الموضوع.
- تسمح (Inastagram) باستخدام (2200) حرف في المنشور الواحد، فيما تدعم خوارزمياته المنشورات التي تكون بمحتوى يتكون من (138-150) حرفاً، وتعطيه دفعاً اكبر في النشر، ويمكن عد المحتوى المتألف من (125) حرفاً الاكثر مثالية، حيث يمكن له ان يظهر في موجز القصة كاملاً، من دون اقتطاع.
- يمكن الافادة من خصائص دمج النص بالصورة، او الصور المتتابعة، في حال التزامك بالعدد الذي تفضله خوارزميات هذه المنصة.
- يمكن استخدام الوسوم (Hashtags#)، حيث تتيح (Instagram)، شأنها شأن باقي شبكات التواصل الاجتماعي، استخدام (30) منه في المنشور الواحد، إلا ان هذا لا يعني استخدامها جميعها، بل تقنينها جهد الامكان.
- التزم بأحجام وأبعاد الصور، التي تحددها خوارزميات كل منصة، من منصات شبكات التواصل الاجتماعي.
Comments 1