الأستاذ الدكتور عبد الستار شاكر سلمان
معاون عميد كلية المنصور الجامعة
شهدت السنوات الأخيرة سباق تسلح جديد وغير تقليدي، يقوم على إنشاء وتطوير برامج تقنية متقدمة تستخدم لأغراض مختلفة في عالم افتراضي يسمى “الإنترنت”، يُقصد بالفضاء الإلكتروني أو المجال الرقمي والإلكتروني الذي يمتد عبر خطوط وقنوات مختلفة من الاتصالات المعدنية والبصرية والجوية في الإنترنت، هو الفضاء المادي وغير الملموس الذي يتكون أو ينشأ من جزء أو من مجموعة من أجهزة الحاسوب وشبكات المعلومات المحوسبة والبرامج والمحتوى وبيانات المرور والتحكم وأولئك الذين يستخدمون كل تلك الشبكة والبنية التحتية المرتبطة بها.
للفضاء السيبراني العديد من الخصائص في نطاق الحروب والصراعات التي يمكن من خلالها للدولة أو الأفراد شن هجمات بسرعة عالية ضد الأعداء الموجودين على مسافات طويلة جدًا دون تعريضهم للخطر، حيث تتميز الهجمات الموجهة من خلال هذا الفضاء الافتراضي بالصمت وقلة التكلفة، وسرعة الأداء وتأثير القوة وصعوبة معرفة هوية المهاجم وخلفيته الأيديولوجية وخصائص أخرى تجعل هذه الهجمات خطيرة للغاية لا يتطلب توجيه الهجمات عبر هذا الفضاء كميات هائلة من المعدات والموارد.
بل كل ما تحتاجه هو شخص لديه معرفة ودراية كافية لإحداث ضرر وإتلاف للأنظمة من خلال التسلل إلى الأجهزة البعيدة، وباستخدام الفضاء السيبراني والتوجيه، وتتفوق الهجمات عبر هذا الفضاء على المعارك والحروب التقليدية من حيث الخسائر المادية والأضرار التي تترك أثراً على الدول والمجتمعات.
وهنا يمكن القول ان الجريمة ليس من خلال وسيلتها، بل من خلال موضوعها، اي التي تضع على الحاسوب او داخل نظامه، وهو نشاط غير مشروع موجه لنسخ او تغيير او حذف او الوصول الى البيانات والمعلومات المخزونة، داخل الحاسوب او التي تحول عن طريقه.