عالية طالب
التواصل الإعلامي” وليس “الاجتماعي” فما ينشر من أكاذيب وتهويل وقلب حقائق وتزييف يدخل في زاوية الاعلام والمدعين العمل فيه، واشدد على كلمة مدعين لكون الإعلامي الحقيقي لا يلجأ الى هذه الوسائل الرخيصة والتي تجد لها ارضا خصبة في المناطق الارخص دائماً.
اغرب ما يجري في هذا السياق هو سرعة تبني وانتشار الأكاذيب وتصديرها بعد إضافة التوابل والمقبحات اليها وكأنها حقائق مسلم بها، وهذا لا يحصل مع الحقائق في اغلب الأحيان، وتبقى الحقيقة حين تطرح لتوضح المجريات بحاجة الى دلائل بعكس الفضائح فليست بحاجة الا لكثير من التطبيل وقليل من الوضوح، وتصبح بعدها مائدة شهية لكل من يعاني ضرراً في سلوكه وطريقته في انتهاج مسالك الحياة.
أكاذيب “رجالية، نسائية” والكل في سباق لتشكيل دائرة الضوء الأصفر بعد ان توارت الصحف الصفراء الورقية وباتت وسائل التكنولوجيا ارخص واسرع وسيلة لتفريغ الامراض المتوارثة والسلوكية الهجينة وبغياب الرقيب القانوني والردع المجتمعي فأن الظاهرة بدأت تستشري بطريقة تدعو للتساؤل: الى أين؟
نحن لا ندعو لعودة الرقيب بل ندعو لتفعيل القوانين الخاصة بالتشهير والقذف والتهم المجانية، ومن خلال تسهيلات قانونية لا تجعل صاحب الحق يتراجع عن البدء بالإجراءات بسبب المراجعات السقيمة والتي تتمتع بمفهوم البيروقراطية السلبية.
تفعيل القوانين واحترامها وتسهيل إجراءاتها كفيلة بانتهاج الرصانة وردع المتجاوزين على كيان الفرد والمجتمع وقيمه العليا.