حسن عبد الحميد – أربيل
لم تشأ مشاعر وأحاسيس الممثل العالمي “ويليام شاتنر” الذي تجاوز التسعين من عمره أن تتشابهة أو تقترب من لوامس حقيقة ما شَعر وأحس من خلاصة رحلته إلى الفضاء – تشرين أول عام /2021- من خلال صاروخ “شيبارد إن إس 18 -الجديد” الذي يملكه جيف بيزوس، عبر مغامرة رحلة خاض غمارها هذا الفنّان الكبير الذي كان قد أدّى دور الكابتن كيرك في مسلسل الشهير “ستار تريك “، حين صرّح وأعلن بأن تجربته هذه لم تكن جميلة.
كما لم تكن عند حُسِن ظنّه، جاء مرد اعتراضه وعدم رضاه من حيث هو الأكبر سنّاً من مِلاك جميع ركابها إلى سابق اعتقاده يرى بالذهاب إلى الفضاء نقطة تحوّل مطلقة لحتمية ذلك التواصل الذي كان يبحث عنه ما بين كافة الكائنات الحية، على أمل أن يكون الفضاء بمثابة الخطوة الأجمل في عملية إدراك انسجام الكون، كما كان يظّن و يعتقد بأن الجمال ليس موجوداً في السماء، بل على لأرض.
ومع إنتهاء هذه التجربة التي جعلت ارتباطه بكوكبنا الصغير أكثر عمقاً، كما وكشف – إيضاً- عما أعتراه من شعور بالتناقض ما بين وحشة برودة الفضاء وحقيقة الاحتضان الدافئ لحميمية الأرض، وعن هذا قال؛ “كل يوم نواجه معرفة المزيد من الدمار للأرض على أيدينا، انقراض الأنواع الحيوانية والحياة البرية والنباتية/ الأشياء التي استغرقت خمسة مليارات سنة لتتطور، وفجأة لن نراها مجدداً بسبب تدخل البشرية، لقد ملأتني تلك المشاعر بالرهبة والفزع”.
كما وأردف في خلاصة تشبيه شعوره بالوجود في الفضاء كما لو كان في “جنازة”، وشاء أن كتب تحديثاً في سياق سيرته الذاتية الجديدة المنضوية تحت عنوان ” الانطلاق بجسارة – تأملات في حياة من الرهبة والعجب” ما نصّه؛ “كان من المفترض أن تكون رحلتي إلى الفضاء بمثابة احتفال، وبدلاً من ذلك شعرت وكأنها جنازة، هو شعور ليس غير شائع بين رواد الفضاء، بمن فيهم يوري غاغارين، ومايكل كولينز، وسالي رايب، وغيرهم الكثير.
بالأساس، عندما يسافر شخص ما إلى الفضاء وينظر إلى الأرض من المدار الخارجي، فإن الإحساس بهشاشة الكوكب يترّسخ في مشاعره بطريقة غريزية لا تُوصف، لا توجد قيود أو حدود على كوكبنا إلا تلك التي نصنعها في عقولنا، أو من خلال السلوك البشري، كل الأفكار والمفاهيم التي تقسمنا عندما نكون على السطح تبدأ في التلاشي من المدار ومن القمر، والنتيجة هي التحوّل في نظرتنا إلى العالم، وفي هويتنا الذاتية .