الجزيرة نت : الدوحة – بغداد/ طه العاني
اختتمت في العاصمة العراقية بغداد فعاليات المهرجان العراقي الأول للمحتوى الرقمي الذي يعقده مجلس المسار الرقمي العراقي برعاية كلية المنصور الجامعة، حيث انطلق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، وتوزعت فعالياته على مدار 3 أيام متفرقة.
وهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على الدور الكبير الذي صارت تؤديه صناعة المحتوى في بناء وتنمية المجتمعات الحديثة، وتضمّن ورش عمل وحوارات مكثفة في الشأن الرقمي، إلى جانب فعاليات متنوعة تحت شعار “المحتوى الرقمي تصنعه النخبة”.
تنظيم المحتوى الرقمي في العراق
وقال الدكتور صفد حسام الشمري رئيس مجلس المسار الرقمي العراقي ورئيس المهرجان “لاحظنا أن هناك إشكاليات كبيرة بسبب تصدّر المحتوى الرقمي العراقي الهابط والمسف والركيك، فيما المحتوى الرصين قد لا تكون لديه مساحة وجود”.
وفي حديثه للجزيرة نت عزا الشمري أسباب انتشار المحتوى السائد إلى عدم وجود تشريع فاعل وحقيقي ينظم عملية صناعة المحتوى الرقمي في العراق، وهذا جعلهم ينطلقون في فعالية سموها “مجلس المسار الرقمي العراقي” يتمثل بالنخبة العراقية، فيما حضر المهتمون بصناعة المحتوى الرقمي في جميع المجالات.
وأشار إلى أن فكرة المهرجان انطلقت لتحتفي بالنخبة العراقية في الدرجة الأساس، وأعلن من خلال المهرجان عن مجموعة من المشروعات والمبادرات “فهذا المهرجان هو صرخة عراقية مدوية تؤكد على أن المحتوى الرقمي يجب أن تقوده النخبة”.
فعاليات متنوعة في مهرجان المحتوى الرقمي
واعتبر الشمري أن أهمية هذا المهرجان تكمن في كونه أول فعالية بهذا المستوى من حيث المشاركات فيه “لذلك تضمن اليوم الأول احتفاء بنحو 150 نخبة عراقية بمنحها الوسام العراقي للمحتوى الرقمي الرصين، وهذه الشخصيات مختارة من مجالات متنوعة، مثل الصحافة والإعلام والأدب والثقافة والكتابة والإدارة والتسويق والرياضة وغيرها”.
ولفت الشمري -وهو أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة بغداد- إلى أن مجلس المسار الرقمي العراقي يستعد لاستحداث أول أكاديمية محلية لتنمية المهارات الرقمية، لتكون مؤسسة حقيقية لتنمية المهارات الرقمية من حيث الأداء وصناعة المحتوى.
كما أكد على أن مجلس المسار الرقمي يشرف على المهرجان بالتنسيق مع هيئة الإعلام والاتصالات وعدد من الوزارات والجامعات وجهات محلية أخرى، وهناك استعدادات كبيرة ومهمة قائمة على قدم وساق، لكن التحدي الأكبر يتمثل في قلة التمويل.
كيف تم اختيار “نخبة” المحتوى الرقمي؟
وعن المعايير المتبعة في اختيار 150 شخصية عراقية ومنحها وسام المحتوى الرقمي الرصين، بيّن الشمري أنه وقع الاختيار على شخصيات نخبوية في مجالات الإبداع المتعددة، والتي قدمت مضامين رقمية وطنية في محوري تعزيز الاعتدال ونشر مفاهيم السلم الأهلي أثناء الأزمات، والتنمية المستدامة وتشجيع الإنتاج الوطني.
وأشار رئيس المهرجان العراقي الأول للمحتوى الرقمي إلى أن عملية الاختيار تمت بتنسيق مع الجهات المعنية المتمثلة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ومجلس النواب العراقي ووزارة الثقافة ووزارة الداخلية وهيئة الإعلام والاتصالات، كما تم تكريم كوكبة من النخب العراقية.
الإعلان عن مشاريع مستقبلية
على صعيد آخر، شهدت فعاليات المهرجان الإعلان عن مشروع “سبوبة” الذي سيكون أول مشروع عراقي لتسويق المهارات الاحترافية للشباب العراقيين وتوفير فرص عمل لهم، بالإضافة إلى مشروع “عراق 18” الذي يشير إلى 18 محافظة في العراق ويشير إلى عمر سن البلوغ، حيث يعمل على تنمية المهارات الرقمية، وفق الشمري.
وأضاف الشمري أنه سيتم الإعلان أيضا عن فريق “بغداد ديجتال للتوثيق الرقمي” الذي يتكون من مجموعة متطوعين لديهم الرغبة في التوثيق الرقمي بالعراق، كما يتضمن محاور مجانية في ما يتعلق بقضية تنمية مهاراتهم الرقمية في الاتجاهات المتعددة.
وعن واقع المشاريع الرقمية في العراق، اعتبر الشمري أن “معظمها عبارة عن مشاريع غير حقيقية، وهي عبارة عن منح دولية تتسلمها منظمات المجتمع المدني لإقامة ورش ابتدائية بسيطة لا تقدم للمستخدمين أي شيء لتسويق المهارات”.
وحول مشروع “عراق 18″، أوضح رئيس المهرجان أنه عبارة عن مجموعة مبادرات لتنمية مهارات الشباب العراقي بشكل عام، وهذه الدورات ستكون بالمجان، وكل دورة تكون بشراكة مع جهة معينة، وسيتم الإعلان عنها بداية العام المقبل.
ووصف الشمري مشروع “سبوبة” بأنه مشروع أخلاقي بالدرجة الأساس، ومهمته تسويق المهارات بمختلف أنوعها والترويج لها بالمجان، في محاولة لإيجاد فرص عمل لأصحاب المهارات، بالإضافة إلى التواصل مع الجهات التي لديها وظائف شاغرة.
وتستخدم كلمة “سبوبة” في العراق لتشير إلى المهنة التي توفر أحد أسباب الرزق والمعيشة، حسب الشمري، مضيفا “أردنا من هذه المفردة مغازلة المستخدمين من فئة الشباب والمراهقين، ولعل أن تكون هذه الفسحة الافتراضية سبوبة رزق للمستخدم الذي يتعامل معها”.