القاضي كاظم عبد جاسم الزيدي
في ظل التقدم التقني في العصر الحالي، ظهرت صور من الاجرام ترتبط بالتقنيات، وقد تزايدت معدلات هذه الجرائم في الآونة الاخيرة، ويشكل تفاقم الجرائم الالكترونية تهديداً مباشراً لأكثر المرافق العلمية والمصالح الخاصة، ويقوّض الامن الاجتماعي ويمثل عدوانا على حقوق الافراد.
ويعد الاثبات من اهم التحديات التي تواجه الجريمة الالكترونية، وخصوصا جريمة الابتزاز الالكتروني، إذ ان اكتشاف الجريمة الالكترونية ليس بالأمر السهل، حيث ان اثباتها مسألة تحيط بها الكثير من المصاع،ب فجريمة الابتزاز الالكتروني تقع خارج اطار الواقع المادي الملموس لكونها ترتكب باستخدام الانترنت وأجهزة الاتصال الذكية.
تقوم الادلة الالكترونية التي ظهرت حديثاً على اسس علميه بحته تتضمن حقائق ثابتة، تساعد في اثبات نسبة الجريمة والاثبات في الجرائم التقليدية يختلف عن الاثبات في الجرائم الالكترونية، وهذه الخصوصية تتجلى في ان الدليل الرقمي يميز الجريمة الالكترونية، مما يلقي بالعراقيل والصعوبات امام السلطات المختصة بالإثبات.
ويعد البحث عن الادلة الهدف الذي تسعى إليه انظمة العدالة، ومع ارتفاع معدلات جرائم الابتزاز الإلكتروني، فان على المواطن ان يتعامل بحذر مع الاجهزة الالكترونية الحديثة، ومنها عدم ارسال الصور الشخصية لأي شخص ومهما كانت الثقة عالية، خوفاً من سرقة حسابه وعدم الاحتفاظ بالصور الشخصية في برامج الدردشة، وضرورة اختيار كلمة مرور صعبة تتكون من ارقام وحروف، وعدم قبول صداقة من اشخاص مجهولين، وعدم فتح الرسائل التي تحتوي على الروابط اذ تتضمن تلك الرسائل “فايروسات” لاختراق الحساب، وعدم الدخول على المواقع غير المعروفة ومواقع الاعلانات المشبوهة ومواقع التعيين والوظائف، وهي مواقع وهمية، ونجد من الضروري تحديث المعلومات وتغيير الرقم السري بين فترة وأخرى، ووضع الحماية الكافية له بالأرقام والحروف.
وعدم تداول البيانات الشخصية والسرية الخاصة بالأسرة، وكذلك بيانات البطاقة الائتمانية، وعدم تقديم المستمسكات الرسمية والصور الشخصية إلا بعد التأكّد من الجهات الرسمية، إذ ان الكثير من حالات الابتزاز الالكتروني يعود للأخطاء التي يرتكبها الضحية ناجمة عن الجهل وقلة الخبرة باستخدام التقنيات.
والدليل الرقمي هو الدليل الماخؤذ من أجهزة الحاسوب وهو يكون على شكل مجالات مغناطيسية أو نبضات كهربائية، ممكن تجميعها وتحليلها باستخدام برامج وتطبيقات وتكنولوجيا خاصة، وان هذة البيانات او المعلومات التي تتمكن من ان تثبت بان جريمة ما وقعت أو وجود صلة بين الجريمة والجاني.
ويرجع السبب الى تسمية الدليل الرقمي الى ان البيانات داخل وسط الجريمة الافتراضي سواء كانت صوراَ او تسجيلات تأخذ شكل ارقام داخل اجهزة الحاسوب بتشفير معين، وان الدليل الرقمي يتم التوصل إليه من قبل الجهات المختصة وتقديمة للقضاء، فالدليل الرقمي له بيئته الخاصة التي يوجد فيها، وهي بيئة افتراضية، ويتميز بالطبيعة الفنية، ويتم استنساخ الدليل الرقمي من العالم الافتراضي.
ويتم ذلك بوسائل علمية عن طريق المعامل المعلوماتية ويتميز الدليل الناتج عن الاجهزة الالكترونية بالسرعة العالية عند حركتها في شبكة الاتصال ويستطيع الخبير نسخ الدليل الرقمي عدة نسخ بحيث تكون مطابقة للأصل وتتمتع بحجية الاثبات والقيمة العلمية كالأصل نفسه وهذا ما يميز الدليل الرقمي عن الأدلة التقليدية.
وهذه الطريقة فيها ضمانة من التلاعب والعبث والتحريف بالأصلي، وعن طريق الدليل الرقمي يسهل على الجهات المختصة مراقبة المجرم الالكتروني والبحث عنه ومعرفة معلوماته الشخصية، والدليل الرقمي لا يرى عن طريق الحواس الطبيعية للإنسان، لا نه يتكون من نبضات كهربائية لا يمكن لمسها فهو دليل غير ملموس أي غير مادي، وهناك صعوبات تواجه السلطات بالإثبات عن طريق الدليل الرقمي، منها سهولة محو الدليل وعرقلة الوصول إلى الدليل، والضخامة في حجم المعلومات.