الدكتورة منى تركي شمخي
عضو فريق التفاوض الرقمي
المسار الرقمي العراقي
ستتغير مضامين وسائل الإعلام ومعاييرها ومدى أمكانية التأكد من مصداقيتها كونها تتعرض للتداول والنقل والتحويل من موقع إلى أخر ومن وسيلة الى اخر ومن فرد إلى اخر وقد يكون هذا الفرد مهتم بذلك المضمون أو مجر ممتهن لعملية النشر بفعل مواقع التفاعلية التي تحصد المتابعين وهذا امر يشكل خطورة كبيرة على تعريض لمضمون للتزييف والسرقة وإعادة تشكيله بما يتناسب وطبيعة الوعاء الناقل الجديد لها ما يفقد أهميتها ومصداقيتها وصعوبة تحقيق معايير المضمون ضمن حدود (مصداقية ودقة وموضوعية وتوازن و…).
ويعود السبب وإمكانية انشاء مواقع التي تحمل صفحة إعلامية أو شخصية، وتغير النموذج الاتصالي من الاتصال التقليدي إلى التواصل التفاعلي الذي يملك سمة (رجع الصدى التفاعلية)، والتحول في الادوار التي يقوم بها الصحفيون في البيئة الإلكترونية، تنوع مصادر المعلومات، غياب النقد الداخلي، عدم الاهتمام بالنقد الخارجي، تأثيرات مصدر المعلومات ما صعبة المهمة الرقابية في ذلك إلى تعدد الاوعية الناقلة وامتهان عملية نقل المضمون الإعلامي وتداوله بين الاوعية، وعدم وجود رقابة الإلكترونية، التي تحد من هذه الظاهرة (كان تكون اعدادات خاصة بالنشر تمنع نسخ الخبر وإعادة نشره)، ما يسري على الجميع عملية تداول المضامين والاهتمام.
فضلا عن التركيز على المضمون الترفيهي اكثر من الاهتمام بالمضمون الذي يقدم خدمة للمجتمع، وصعوبة التعامل بشكل سريع مع التكنولوجيا الحديثة بذلك تعاني الملاكات الصحفية والمهنية من هذا الصراع المهني والتحدي التكنولوجي المتمثل في التعامل مع الاليات والتقنيات الحديثة في أنتاج المحتوى الإعلامي بشكل يتلاءم وطبيعة النشر عبر المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت، والكيفية التي يتم فيها معالجة المعلومات الواردة للموقع حول الاحداث بشكل مباشر، وهذه أحد التحديات التقنية وامتلاك المهارة المناسبة لهذه البيئة الجديدة، من اجل الوصول إلى الجمهور وتحقيق السبق الصحفي الذي يفرض مهنية عالية لكسب الثقة وتأييد الجمهور في وقت ازدادت أساليب التظليل والفبركة والتحريف للمضامين واختلاق الاحداث التي تنشر دون مسؤولية ما نتج عنها خروقات مهنية واخرى أخلاقية.
فضلا عن ان التقنية في بيئة الإعلام الجديد لم تجعل المعلومة حكرا على فرد أو وسيلة ما جعل مهمة الصحفي اصعب مما كانت عليه في السابق فقد وقع على كاهله تحقيق معايير مهنية عالية المستوى ذات مسؤولية أخلاقية ومهنية اتجاه الوسيلة من جانب والجمهور من جانب اخر، لكي تستطيع تتحقق القرب من الجمهور وتحقيق وظائف الإعلام، والحفاظ على المكانة المهنية الإعلامية والسبق الصحفي للوسيلة بعيدا عن تلك المواقع والاوعية الالكترونية الناقلة للمضامين الإعلامية دون علم أو دراية مهنية ومسؤولية أخلاقية.
وستصبح الأجيال القادمة فاعلة في انتاج المضامين الإعلامية بسبب الاتاحة من قبل الوسائل الإعلامية لتداول مضامينها وبكل سهولة ويسر دون التركيز على أهمية المضمون ومدى مصداقيته وهذا ما يتم الآن من خلال القنوات الخاصة وبحسابات خاصة للأفراد في إمكانية انتاج محتوى ونشره ونقلة وتداوله، دون تلك المسؤولية من التداول والصدق، ما يشكل مضمون غير مسؤول ومضمون هش مجرد كسب التأييد والتفاعل والمشاركة، الذي يعد احد التحديات الجديد التي تتعرض لها وسائل الإعلام الجديد.