حسام الطائي/ منصة التواصل الرقمي – لندن
تنوعت وانتشرت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واسع وصارت تمثل هوية الافراد وتاريخهم وعملهم وتواصلهم بل اصبحت تمثل كل شيء للفرد، ومن النادر ان نجد افراد لا يملكون حساباً في شبكات التواصل الاجتماعي، او لا يكونوا فاعلين فيها، فشبكات التواصل الاجتماعي جذبت الكبار والصغار كوسيلة سهلة وسريعة وبسيطة للتواصل المكتوب والصوتي والفيديوي، كما ان شبكات التواصل هي النافذة على العالم وتمثل كل نواحي الاطلاع الاخباري والتعليمي والاطلاع وغيرها لذلك هي عنصر مهم في حياتنا ولايمكن مواكبة العصر الحالي دون حساب على شبكات التواصل الاجتماعي.
ظهور مرحلة دفع الاجور
ومع تطور شبكات التواصل الاجتماعي المواكبة لتطور الهواتف واللوحيات بدأت ملامح دفع الاجور عند الفيس بك تحديدا عندما اطلق خدمة الترويج لاعلانات والمنشورات وغيرها، بعدها بدا بسياسة جديدة هي عدم وصول المنشورات الى جميع المتابعين الا عند الدفع، ولحقه عدد اخر من شبكات التواصل منها تويتر “اكس حاليا” الذي جعل العلامة الزرقاء مدفوعة الاجر وفعلها انستغرام ايضا، اما اليوتيوب فرض الاعلانات قبل بداية اي فيديو ولا يمكن ايقاف هذه الخاصية الا عند دفع اجور شهرية.
جهات الربح لشبكات التواصل الاجتماعيd
شبكات التواصل الاجتماعي تربح حالياً من اربع جهات رئيسية هي:
الاولى: الاعلانات المدفوعة من قبل المستخدمين.
الثانية: الاعلانات المدفوعة من قبل الشركات والتي تظهر خاصة في اليوتيوب وغيره.
الثالثة: بيع المعلومات الخاصة بالافراد الى جهات ثالثة، وقد سبب ذلك ازمة كبيرة في السابق لفيسبوك لكن هذا الامر اصبح بعد اعوام مقبول بشروط.
الرابعة: المسابقات المدفوعة والتي ابتكرها تيك توك وتبعته شبكات اخرى حيث يقوم المتابعون بارسال الاموال الى المؤثرين وشبكة التواصل تقوم باستقطاع مبالغ لها.
اما الجهة الخامسة في المستقبل القريب هي الاشتراك الشهري.
اشتراك شهري لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
بعد اعوام من استخدام وتطور شبكات التواصل وقد باتت هوية مهمة لكل فرد للاطلاع على العالم، كما استبدلت الشبكات كل الخدمات الاخرى مثل المكالمات الدولية والراديو والتلفزيون والصحف ستبدا الشركات بفرض تعرفه اشتراك شهري على هذه الخدمة.
وكمثال شبكة اكس قامت بتفعيل الاشتراك الشهري المدفوع للاطلاع على احدث الاخبار والتقارير و العلامة الزرقاء وغيرها.
الانستغرام كذلك اعلن عن اشتراك شهري لتفعيل العلامة الزرقاء.
شبكات التواصل الاجتماعي المخصصة للمواعدة مثل تيندر وغيره تفرض اشتراكات شهرية لتفتح خصائص اضافية في الشبكة للمستخدمين.
هذه الشبكات فرضت اشتراك شهري بالاضافة الى جهات الربح ٤ المذكورة سابقا لكي تضيف ايرادات مالية اضافية لها، كذلك لمعرفتها باهمية الخدمات التي تقدمها للافراد الذين يحتاجون لهذه الخدمة بالتالي يضطرون للدفع للحصول على هذه الخدمة والتي كانت تقدم مجاناً.
مضطرون لدفع الاشتراك الشهري لشبكة التواصل الاجتماعي
قد يقول البعض ان لا حاجة للدفع لشبكات التواصل لكن بعد اعوام من الان سيكون الافراد مضطرون للدفع لانهم سيكونون خارج العالم ان لم يشتركوا بشبكة اجتماعية واحدة على الاقل، ولكي نتخيل الامر، هل يمكن الان ان نواكب العالم بدون خدمة الانترنت المنزلية، او ان يتم استخدامها كل ٧ ساعات، لا يمكن لانه كلما تقدم الزمن ازدادت الحاجة لخدمة الانترنت ولذلك الشركات تقوم بتطوير الخدمة من ناحية السرعة لمعرفتها بحاجات المستهلكين لخدمة سريعة وتطور هذه الحاجات بشكل دوري، كما ان اهم الخدمات على الانترنت هي شبكات التواصل الاجتماعي بانواعها، لذلك ستكون الخدمة مدفوعة لمعرفة الشركات لحاجة المستهلكين لهذه الخدمة.
البث التلفزيوني مثال مهم!
مازالت خدمة البث التلفزيوني الفضائي والأرضي متمسكة باهميتها لدى المستهلكين رغم اهتزاز مكانتها بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كانت في العالم الغربي مجانية تماما وبعدها تحولت الى مدفوعة الاجر بعد معرفة القنوات وشركات البث الفضائي حاجة الجمهور لها، وعدم مقدرتهم على التخلي عنها، ففي اوروبا والولايات المتحدة لايمكن ايجاد قناة تبث ٢٤ ساعة مجانا، وان وجدت فهي متواضعة ولا تعرض محتوى جديد بسبب اجور ترخيص عرض المواد وتكاليف شراءها، اما الاعلانات وغيرها من منافذ الدخل المادي للقنوات فلا تغطي التكاليف المطلوبة لتشغيل القناة، بالتالي تحولت الشركات الى الاشتراكات المدفوعة شهريا لكي تجعل الجمهور يشاهد البث التلفزيوني، ومثال على ذلك قناة البي بي سي البريطانية، جزء كبير من ايراداتها المالية ياتي من اشتراكات شهرية يدفعها المواطنون لمشاهدة التلفزيون.
الخلاصة!
ان شبكات التواصل الاجتماعي وخلال الاعوام القادمة ستفرض اجور اشتراك للحصول على حساب تسبقها امكانية تجربة الشبكة الاجتماعية لفترة زمنية مجانا، بالمقابل سيصبح المواطنون مضطرين للدفع لانهم يحتاجون الى هذه الخدمات التي تبقيهم مطلعين ومتواصلين مع العالم وما يجري فيه.