قدّم الدكتور صفد الشمري، رئيس مجلس المسار الرقمي العراقي، ورشة احترافية في “التزييف الرقمي واضطراب المعلومات في مؤسسات الدولة”، لمجموعة من منتسبي العتبة الحسينية المقدسة، أمس السبت، عرض فيها رؤيته رؤيته في التصدي لمناهج التزييف التي تعتمد تقانات الذكاء الاصطناعي، لما لها من دور في تزايد مخاطر اضطراب المعلومات.
وكان الدكتور الشمري القى محاضرة في المحور ذاته بندوة لمركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، في مستشارية الأمن القومي، الاربعاء، حضرها مجموعة من أعضاء مجلس النواب ومستشاري رئاسة الوزراء، والمديرين العامين والمتحدثين الحكوميين وعمداء الكليات، ونخبة من الإعلاميين والأكاديميين، استعرض فيها مجموعة من نماذج التزييف، للتنويه بمخاطر التطور الحاصل في مجال (الفبركة العميقة)، للحد الذي عجزت فيه أغلب برامج التحقق الرقمي في الكشف عن تزييف تلك الفبركة، وما يمكن ان تؤديه في جوانب (صناعة الوهم).
ففي الوقت الذي صارت فيه تطبيقات (الجرافيكس) المحترفة تسهم بصناعة قصص وهمية وغير حقيقية، عن طريق التلاعب في حوليات تلك القصص، وتغيير الحقيقة للمحتويات التي تتداولها الوسائط الرقمية، فان برامج (الفبركة الرقمية) صارت تتمكن من معالجة القصص، بالتلاعب بأبطال القصص أنفسهم، بتزييف رقمي متقن لصورهم وأصواتهم.
ونبّه الدكتور صفد الشمري، في محاضرته بالندوة التي ترأس جلستها الدكتور غالب الدعمي، إلى اسهام تلك المحتويات المفبركة في تزايد ما يعرف اليوم بظاهرة اضطراب المعلومات، التي انتجت مشهداً بحثياً جديداً في جميع انحاء العالم، ينبغي على العراقيين الاخذ به والتعاطي معه، كونه يمتاز بشدة التعقيد، ويتضمن تحليلاً لقضايا متنوعة، تتراوح بين التلاعب بالانتخابات والسياسات الشعبوية، وصولاً إلى ايجاد تساؤلات جديدة حول الثقة بوسائل الإعلام والآثار المترتبة على صناعة الصحافة في هذا الوقت.
ان ظاهرة اضطراب المعلومات بدأت بالتفاقم عن طريق الانتشار المتزايد للمعلومات الخاطئة والمضللة والضارة في المجال العام، وعبر وسائط التواصل الاجتماعي، والتي يمكن التعبير عنها بمشهد ثلاثي الابعاد، يتحدد الأول بالمعلومات الخاطئة، التي يتم مشاركتها، من دون أي ضرر مقصود، ويضمن الثاني المعــلومات المضللة، التي تتم مشاركتها عن قصد للتضليل أو التسبب في ضرر، إلى جانب بعد ثالث يتمحورفي المعــلومات الضارة، بمشاركة معلومات، حقيقية أو خاطئة لإحداث ضرر، بنقل المعلومات المصممة للبقاء سرية في المجال العام لاحداث ارباك مقصود.