حسام الطائي/ إعلامي – عمّان
كانت المقاطع الهابطة تظهر وتنتشر وتحصل على مشاهدات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بل ان بعضها ينتقل شبكات تواصل اخرى ليحصل على مشاهدات جديدة، ولم تكتف المقاطع الهابطة بالانتشار المحلي بل انتقلت لدول اخرى عربية واجنبية، وهنا ننظر الى هذه الظاهرة ونحلل اسباب ظهورها وانتشارها.
ما هو المحتوى الهابط؟
هو المحتوى غير اللائق للنشر اجتماعيا، والذي يحتوي على كلمات او صور او فيديوهات لتصرفات ومواضيع لا اخلاقية وغير محترمة وتدل على عدم وعي واحترام للذات.
ويتنوع المحتوى الهابط بين مواضيع متعددة مثل:
مواضيع لا اخلاقية تتمثل بالكلمات والحوارات النابية.
تصرفات مجنونة او خبيثة او مؤذية للنفس او للاخرين او للمجتمع.
انتقادات ونقاشات من شخصيات لا يملكون الثقافة والمعرفة والاهلية لمواضيع كبيرة دينية او اجتماعية او تاريخية مع جمهور لا يملك معرفة كافية بهذه المواضيع و لا يصلح لنقاشها
الكوميديا الهابطة، وهي مقاطع كوميدية غير مسؤولة و واعية ومدروسة، تصل الى درجة التفاهة وعدم احترام الشخصيات المشاركة فيها.
المشاجرات، وهو اسلوب جديد يجتمع فيه اصحاب المحتوى الهابط بحجة لقاء ودي ويتحول الى شجار وسب وشتائم وغيرها لكسب مشاهدات ومشاركة المقطع و اقتطاع اجزاء منه لينتشر.
استمرار انتاج المحتوى الهابط
لماذا يظهر المحتوى الهابط بشكل مستمر، سؤال مهم جدا تكون اجابته في عاملين الاول: وجود اشخاص لا يعيرون اهمية الى :
احترام الذات الشخصية.
احترام العائلة والمجتمع.
الخوف على السمعة.
الخوف من نبذ المجتمع لما ينتجه من محتوى.
الثاني: منتجو المحتوى الهابط قد “لا يعرفون سوء انتاجهم وعدم صلاحيته للنشر” لانخفاض مستوى الوعي والثقافة والفكر لديهم، بالتالي “يفعلون ويقولون” ما لا ينشر، فكثير منهم يعيش في بيئة غير مثقفة او علمية او منضبطة لذلك لا يوجد لديهم وعي بالحواجز الاخلاقية ويعتبر محتواه الهابط هو امر طبيعي.
داعمو المحتوى الهابط
من النادر ان نجد اشخاص يدعمون المحتوى الهابط بانواعه، لكن هناك فئة “المطلعون غير المباشرين” وهم الفئة التي تطلع على الفيديو لاسباب منها “انتشار الفيديو على مواقع التواصل، الاعداد الكبيرة للمشاهدات، استلام رابط للفيديو من اصدقائهم”، اما اسباب المشاهدة فهي :
اولا:
مشاهدة الفيديو الهابط من باب الفضول.
مشاهدة للانتقاد، متابعون يشاهدون الفيديوهات لكنهم ناقدين لها، بالتالي تسجل مشاهدات عالية لكن عند الاطلاع على التعليقات نجد امتعاض كبير من قبلهم.
خوارزمية مواقع التواصل الاجتماعي تسهم بنشر الفيديوهات الهابطة ليس عن قصد بل بناء على نسب المشاهدات والتعليقات العالية، لذلك تتصدر مواقع التواصل و تكون في اعلى الصفحات فتحصل على مشاهدات اكثر.
ارسال بعض الفيديوهات الهابطة لدول اخرى فتحصل على جمهور جديد يشاهد بدافع الفضول او الانتقاد.
ثانيا: الجمهور السري
بعض الفيديوهات الهابطة لها (جمهور سري غير معلن) “رغم انه نادر” لكنه يستمتع بها، والغريب ان بعض هذا الجمهور مثقف وله ادراك ومعرفة بان ما ينشر غير لائق او تافه او مجنون لكنهم يستمتعون بهذا النشر، ويعتبرونه نوع من الكوميديا السوداء “سريعة تكون لدقيقة او اكثر، بسيطة، تحتوي على تفاهة مضحكة، مستفزة” هذا الجمهور السري داعم لهذا المحتوى وناقد في نفس الوقت، فهو يريد ان يتوقف المحتوى الهابط لكنه يتابعه ويتفاعل معه وان كان بشكل سلبي.
خلاصة ظاهرة الفيديوهات الهابطة
مع زيادة وعي المجتمع وظهور قوانين ضابطة تحاسب الناشرين في وسائل التواصل الاجتماعي “تحجم المحتوى الهابط كثيرا في الفترة الماضية” كما ارتفع وعي المجتمع في عدم مشاهدة هذا المحتوى لكي لا يحصل على مشاهدات عالية، لكن قد لا تتوقف هذه الظاهرة تماما لان ناشري المحتوى الهابط يبحثون دوما عن ثغرات بالقوانين تسمح لهم في نشر محتواهم.
ماذا تعرف عن الاكاديمية العراقية للمهارات الرقمية؟