نور جاسم
عضو فريق التفاوض الرقمي
المسار الرقمي العراقي
ازدادت جرائم المعلومات الرقمية مع تطور وانتشار الأدوات التي تستخدم لتنفيذها، بفعل التطور التكنولوجي واستخدام تقنيات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي, فالتحرش الإلكتروني ونشر الأخبار الكاذبة والترويج لها وإنشاء الحسابات الوهمية واستدراج الفتيات لإقامة علاقات عاطفية وجسدية، بناءً على وعود كاذبة بالزواج تعد سلوكيات وأفعال خارجة عن القانون وجرائم هي يبدو انها تفشّت في مجتمعنا العراقي.
يقصد بالجريمة المعلوماتية: “أي فعل يرتكب باستخدام الحاسب الآلي أو الهاتف المحمول متضمنا الشبكة العنكبوتية ويؤدي الى تعطيل او اتلاف الاجهزة أو استخدام البيانات والمعلومات التي تحتويها بصورة غير قانونية أو استدراج الاشخاص لغرض ارسال معلوماتهم او صورهم ومن ثم تهديدهم وابتزازاهم بها”.
هناك أنوع عديدة من جرائم المعلومات الرقمية:
1- الاعتداء على حياة الفرد، عن طريق سعي المجرم للحصول على معلومات شخصية وخاصة جداً، بطرق غير شرعية كالقرصنة وسرقة المعلومات.
2- السب والشتم عبر الانترنت، يعد احد أنواع جرائم المعلومات الرقمية، وذلك لما وفرته مواقع التواصل الاجتماعي من ساحات للمنازعات، وتصفية الحسابات وتبادل الشتائم والعبارات المسيئة.
3- الإبتزاز والترصد الالكتروني، الذي اعتبر شكل آخر من اشكال الجرائم الإلكترونية، التي تفشت في الآونة الأخيرة بسبب ضعف تطبيق القانون على مستوى العراق، إذ يصل “المجرم” للمعلومات الشخصية والخاصة للضحية عن طريق القرصنة الالكترونية وسرقة المعلومات أو عبر استدراج الفرد وبخاصة الفتيات لغرض ارسال صورها الخاصة ومن ثم القيام بابتزازها, وبحسب تقارير صحفية فان “عدد الشكاوى التي قدمت إلى الشرطة المجتمعية لأشخاص تم ابتزازهم وصلت إلى حدود ألف حالة، في غضون سبعة أشهر فقط غالبيتها تختص بشريحة النساء, ناهيك عن حالات أخرى لم تقدم الضحية شكوى خوفاً من المبتز أن يفضحها أمام عائلتها أو أحد أقاربها والأصدقاء”.
4- الاستيلاء والاحتلال المالي، عن طريق اختراق الحسابات البنكية وحسابات المؤسسات الخاصة، وسرقة البطاقة الائتمانية والاستيلاء على ما بها من أموال.
5- التحريض على الجريمة عن طريق قيام “المجرم الإلكتروني” باستدراج الشباب ذو الفئات العمرية الصغيرة، وتحريضهم على القيام بأعمال غير مشروعة كتجارة لمخدرات وغسيل الأموال والذي ظهر مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق انشاء حسابات بأسماء وعناوين غير حقيقة “مستعارة”، لغرض بيع العملة الامريكية بنصف السعر مقابل الدينار العراقي.
6- الترويج للإرهاب، عن طريق أنشاء موقع او صفحة لمنظمة ارهابية لترويج افكارها ومحاولة الوصول والتأثير في الآخرين، سعياً منهم لغسل ادمغتهم وإعلان الانضمام اليهم بعد ما تقنعهم بطرق وأساليب ملتوية، بالإضافة إلى التجارة الالكترونية بالممنوعات وترويجها وطرائق تعاطيها وتوفير سبل الحصول عليها.
يجب علينا كأفراد، ربما نكون معرضين للجرائم المعلوماتية، ان نضع رموزاً سرية ذات قوة عالية، لتأمين حساباتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى وضع رقم سري لهاتفنا المحمول، لضمان عدم الوصول إلى بياناتنا في حالة ترك الهاتف او نسيانه أو حتى إضاعته, وان لا نقوم بإضافة الاشخاص الذين لا تحمل حساباتهم معلومات شخصية، وعدم الرد على الرسائل والتحدث مع اشخاص لا نعرفهم، لربما يكون أحدهم “مجرماً الكترونياً” ومبتزا في المستقبل، وتكون أنت الضحية الجديدة..!