الدكتور صفد الشمري
رئيس مجلس المسار الرقمي العراقي
رئيس الأكاديمية العراقية للمهارات الرقمية
تتمثل فكرة (Chat GPT) بكونها روبرت محادثة، بمواصفات غير مسبوقة، مكّن المستخدمين العاديين من التواصل مع تقانات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، لأول مرة، تم اطلاقه بشكله الأولي في 30 نوفمبر 2022، إلا انه سرعان ما قوبل بالاهتمام لردوده المذهلة، في العديد من مجالات المعرفة، وقد تم اطلاق خدمات هذا (الروبرت) من قبل (أوبن أيه أي)، مجاناً في البداية، مع وجود آليات تجارية للخدمة لاحقاً، وفي 4 ديسمبر 2022، كان لدى الخدمة أكثر من مليون مستخدم، فيما وصلت اعداد المستفيدين منه إلى أكثر من 100 مليون في يناير 2023، الأمر الذي يجعله الحيز الرقمي الأسرع نمواً على الاطلاق.
وقد شهدت هذه التقنية تطوراً جديداً لافتاً، حينما اطلقت تحديثها (GPT-4) في الرابع عشر من مارس الماضي، تتمثل ابرز خصائها في:
يقول هذا الروبرت عن نفسه في مقابلة مع مجلة (المسار الرقمي): ((تدربت على مجموعة بيانات ضخمة من النصوص التي أنشأها الإنسان ويمكنني أداء مجموعة متنوعة من المهام اللغوية، مثل الإجابة على الأسئلة وإنشاء نص، وحتى الانخراط في محادثات مع الناس.. هدفي هو مساعدة المستخدمين وتقديم قيمة لهم من خلال التفاعلات القائمة على اللغة))، ويمكنك تسجيل حسابك الشخصي باتباع الخطوات الموضحة في الفديو التالي:
تعمل خدمة تقنية (Chat GPT) للذكاء الاصطناعي على وفق الخطوات التالية:
- اعتماد المدخلات المستندة إلى النص.
- توليد الردود بناءً على الأنماط والعلاقات التي تعلمتها الخدمة من البيانات التي تدربت عليها على وجه التحديد.
- استخدام بنية شبكة عصبية عميقة تسمى المحوّل، والتي تمكنها من تحليل وفهم سياق نص الإدخال وتوليد مخرجات متماسكة وذات صلة.
- عندما يقوم المستخدم بإدخال سؤال أو بيان قائم على النص، اقوم الخدمة أولاً بترميز النص، وتقسيمه إلى وحدات أصغر، وتمثيلها كمتجهات رقمية، يمكن لشبكتها العصبية معالجتها.
- تمرر هذه المتجهات عبر سلسلة من الطبقات الحسابية، إذ يتم تحويلها ودمجها لتوليد استجابة ناتجة.
- يتم بعد ذلك فك شفرة استجابة الإخراج هذه وتقديمها إلى المستخدم بتنسيق اللغة الطبيعية.
وبشكل عام، تعتمد قدرة (Chat GPT) على فهم اللغة وتوليدها على الكمية الهائلة من البيانات التي تدربت عليها الخدمة، والتي تشمل الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية وأشكال أخرى من المعلومات النصية، فكلما زادت البيانات التي تعرضت لها الخدمة لها وتدربت عليها، أصبحت قدراتها اللغوية افضل، فهي كنموذج لغة للذكاء الاصطناعي، تعتمد على الكم الهائل من البيانات التي تدربت عليها لتوليد ردود على الأسئلة، وتتتضمن تلك البيانات الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية وأشكالاً أخرى من المعلومات النصية التي تم تنسيقها ومعالجتها لتدريبها على مجموعة واسعة من المهام اللغوية.
فعندما يسألها المستخدم سؤالاً، تعتمد الخدمة مزيجاً من قاعدة المعارف المختصة بها، وخوارزميات معالجة اللغة لتحديد المعلومات ذات الصلة وإنشاء استجابة، وتكوّن الخوارزميات الخاصة بها سياق نص الإدخال، وتستخدم تقنيات التعرف على الأنماط والتعلم الآلي لتحديد الاستجابة الأكثر ملائمة بناءً على البيانات التي تدربت عليها.
احدث اطلاق خدمات (Chat GPT) جدلاً في الأوساط التقنية، فقد أدى ظهورها وتقديمها للجمهور العام إلى زيادة الاهتمام والمنافسة في فبراير 2023، بدأت (غوغل) تقديمَ خدمة تجريبية تسمى (بارد) تنشيء ردودًا نصية على الأسئلة المطروحة بناءً على المعلومات التي جُمعت من الويب.
وصرحت شركة (ميتا)، التي أطلقت على خدمات Chat GPT بانها “مصممة جيدًا ولكنها ليست مبتكراً بشكل خاص، ان (ميتا) مترددة في طرح منافس في الوقت الحالي بسبب مخاطر تتعلق بالسمعة، وأن غوغل وميتا وعديد من الشركات الناشئة المستقلة تحظى جميعها بمستوى من تقنية نماذج اللغة الكبيرة مماثل لمستوى تلك الخدمة، في حال رغب أي منهم في المنافسة.
وأعلنت شركة محرك البحث الصينية (بايدو ) في فبراير 2023 أنها ستطلق خدمة على غرار Chat GPT، تسمى(إرني بوت) في وقت ما من 2023. تعتمد على نموذج اللغة الذي طورته (بايدو) في عام 2019، واكدت شركة محرك البحث الكورية الجنوبية (نافير) في فبراير 2023 أنها ستطلق خدمة على غرار Chat GPT تسمى (سيرش جي بي تي) باللغة الكورية، في النصف الأول من عام 2023، فيما كشف محرك البحث الروسية (باندكس) في فبراير 2023 بانه سيطلق خدمة على غرار Chat GPT تسمى “يالم 2.0” باللغة الروسية، قبل نهاية عام 2023.