حسام الطائي/ لندن
مازال العالم ينشر اخبار Chat GPT وابداعاته، وقد استطاع الحصول على اكثر من ١٠٠ مليون مستخدم نشط شهريا خلال فترة قياسية تفوق فيها على شبكات تواصل كبيرة مثل تويتر وميتا “فيس بك سابقا” وقد وصل تاثيره الى جوجل عملاق محركات البحث، حيث شعرت الشركة لاول مرة انها في خطر، والسؤال هنا ماهوChat GPT و كيف يعمل وماهي اليته.
يعتبر Chat GPT خليط بين المساعد الشخصي المماثل لـ Siri المقدمة من ابل والتي يمكن الحديث معها للقيام بمهام و ايجاد معلومات و ايضا محرك البحث جوجل الذي يقدم بحث دقيق عن المعلومات و خدمة اسئلة جوجل “التي تظهر على شكل اسئلة اصطناعي قادر على فهم نوع المعلومات المطلوبة للوصول اليها بدقة واختصار.
وقامت شركة Open AI بتطوير قدرة Chat GPT على فهم لغة الانسان و مايقصد بالتحديد، عن طريق مقارنة وتحليل ملايين الطلبات و الاجوبة و الحوارات بشكل سريع ليحدد نوع المعلومات المطلوبة بدقة عالية.
وبدأ Chat GPT بتغيير الية البحث جذريا، فهو يختلف عن محرك البحث المشهور Google بالنقاط التالية:
عن طريق الحوار التفاعلي “كأنه انسان” يتم الوصول الى المعلومات وليس مثل محرك Google الذي نكتب فيه كلمات محددة، ففي Chat GPT يمكن سؤاله بشكل عفوي واسلوب بشري، ليجد المعلومات المطلوبة من خلال فهم الحوار.
يظهر معلومات دقيقة “بنسبة كبيرة الى حد الان وفي مجالات محددة” من مصادر موثوقة يعتمدها في “سيرفراته” ولا يستعرض معلومات من مواقع متعدده مثل Google قد يكون بعضها غير موثوق.
يختصر المعلومات و ينسقها بشكل جيد، حيث يوفر الكثير من الجهد و الوقت لجمع المعلومات وخزنها وتصفيتها لاحقا.
القيام بمهام غير البحث مثل “حل المسائل الرياضية وكتابة الرموز البرمجية وتصميم التطبيقات وكتابة التحاليل اللغوية واختصار المواضيع واعطاء خلاصة للكتب والروايات وكتابة القصص او الشعر وغيرها” وهذه الخصائص تسهم في توفير الوقت والجهد للافراد.
هذه النقاط تعتبر بذرة “لتغيير الية البحث” من اسلوب (استعراض النتائج) الى (اسلوب الوصول الى نتائج دقيقة.
ومختصرة ومنسقة يمكن نسخها واستخدامها مباشرة وذلك عن طريق حوار تفاعلي”.
وعلى اثرها اعلنت Google بشكل غير رسمي عن Brada المشابهة لـ Chat GPT ولكنها مازالت تحت التجربة.
المكتبة وYahoo – Google – Chat GPT.
ولكي نوضح مايقوم به Chat GPT ببساطة يمكن تشبيه محرك البحث بموظف المكتبة، فعند سؤاله عن معلومة عن جغرافية العراق:
يوجه موظف المكتبة الى قسم الكتب الجغرافية الذي يحتوي على مئات الكتب دون تحديد الكتب المخصصة للشرق الاوسط، وهي نفس الية عمل Yahoo سابقا، فكان يظهر نتائج غير دقيقة وبعيدة عن مضمون البحث، لذلك خسر امام جوجل.
المثال الثاني: عند سؤال موظف المكتبة عن كتاب جغرافيا العراق، يقوم بالارشاد الى الكتب الجغرافية المخصصة للعراق من بين مئات الكتب بقسم الجغرافيا، ليختصر البحث في مئات الكتب الجغرافية العامة، وهي الية عمل Google.
المثال الثالث: تخيل ان يتم سؤال موظف المكتبة عن كتب جغرافيا العراق فيجيب “ماذا تريد بالتحديد من الكتاب” ليوفر لك الموظف نفسه “معلومات مختصرة بارقام الصفحات واسم الكتاب” من بين كتب الجغرافيا المخصصة للعراق في قسم الكتب الجغرافية، وهذه الية عمل Chat GPT.
يختلف Chat GPT عن المساعد الشخصي Siri وبقية المساعدات بشكل جوهري بعدة نقاط
Chat GP يحلل الكلمات والنص والفكرة المطلوبة بشكل مقارب للانسان، بينما Siri وباقي المساعدات الشخصية مصممة لفهم كلمات بسيطة محدودة وليس تحليل نص وفهم فكرة.
Chat GPT مصمم لتنفيذ مهام متعددة ومعقدة منها حل المسائل الرياضية المعقدة وكتابة نصوص برمجية وايجاد اخطاءها و كتابة مختصرات للكتب والروايات وغيرها، بينما المساعدات الشخصية مصممة لمهام بسيطة، مثل تشغيل البرامج، استعراض حالة الطقس، وضع مذكرة وهكذا.
Chat GPT يبحث ويظهر معلومات فيها نسبة عالية من الدقة والموثوقة وينسقها ويختصرها بشكل يمكن استخدامها مباشر، بينما المساعدات الشخصية تقوم بمهمة ايجاد المعلومات في محركات البحث مثل Google وتستعرضها دون فهم محتواها ان كانت مفيدة ام لا، فهي تجد الكلمات المشابهة وتقدمها.
فشل وعدم وضوح و نجاح في المستقبل.
رغم انتشار Chat GPT و تحقيقه لنجاحات كبيرة حيث تعتمده شركات لكتابة تحليلات مالية سريعة وبعضها دمجه في برامجه مثل مايكروسوفت التي دمجت Chat GPT في منصة Power Platform ، كما يستخدمه الطلبة لكتابة حلول او اختصارات لكتب ومقالات حتى ان “جامعات بريطانية حذرت طلبتها من استخدام Chat GPT للغش ففي حالة الشك يتم امتحان الطالب شفويا للتاكد بانه من كتب الاجابة”.
لكن بالمقابل هناك “فشل” لـ Chat GPT في بعض الاختبارات وتقديم الاجابات فمعلوماته تتوقف عند عام ٢٠٢١ ولم يتم تحديثها وهو غير مرتبط بمعلومات شبكة الانترنت، بل انه قد فشل في اختبارات الامتحان النهائية لمدرسة ابتدائية في سنغافورة يجتازها الطلبة البالغين من العمر ١٢ عام.