حسام الطائي/ لندن – منصة التواصل الرقمي
مع زيادة الاقبال على استخدام الانترنت تزداد ثقافة استخدام “البودكاست” وهو البث عبر الانترنت، حيث يستطيع اي شخص ان ينشأ قناته على الكثير من برامج “البودكاست” الموجودة في متاجر الهواتف الذكية، ومن خلالها يبدأ بنشر المحتوى الخاص به، بالشكلين الصوتي او الفيديوي.
ويتشابه البودكاست مع اليوتيوب وغيره من برامج التدوين الصوتي او الفيديوي لكنه يتميز بشيء مهم وهو “امكانية التحديث التلقائي لاخر المنشورات” وفي نفس الوقت مسح المنشورات القديمة، فعندما يضغط المستخدم على زر التشغيل يبدا الفيديو او الصوت من احدث المنشورات فيسهل طريقة المشاهدة و الاستماع.
وقد اتجهت الكثير من الصحف والمواقع الالكترونية والقنوات الى خدمة البودكاست التي ترسل اخر التحديثات للمشتركين مباشرة من دون الحاجة الى تفعيل الاشعارات، لكن ثقافة البودكاست انتقلت الى الافراد الذين بدؤوا باستخدامها بشكل كبير.
محتوى منوع وحرية دون حدود
مع دخول الافراد الى خدمة البودكاست ظهر “المحتوى المنوع” بشكل كبير والذي يخدم كل الاذواق والحاجات للجمهور حيث يستطيع اي صاحب هواية او معرفة ان ينشأ وينشر ما يعرفه من علوم او خبرات او رأي بشكل دوري وان يتابعه جمهور نوعي، بل ان نفس الافكار تطرح بشكل مختلف فهناك من يختصر الفكرة وهناك من يسهب في شرحها.
كما ان تقديم البرامج والاراء والافكار في البودكاست “لا يخضع الى رقابة” فيستطيع الضيف او صاحب القناة الحديث بحرية تامة وهو الذي يدير الوقت بالنسبة للضيف او لنفسه في البرنامج، هذه الخاصة تجعل المتابع يشعر بوجود “شفافية عالية في برامج البودكاست” فهي لا تخضع لضغوطات سياسية او ادارية او مالية، فالبرنامج ملك لشخص واحد والمنصة مجانية.
منافسة البرامج التلفزيونية الكلاسيكية.
مع تميز البودكاست بخصائص الحرية التامة وعدم الخضوع لضغوطات وتنوع البرامج الكبير الذي يرضي كل الاذواق واختلاف طريقة تقديم نفس الفكرة كل هذه الخصائص تفتقدها البرامج التلفزيونية الكلاسيكية او تملك جزء منها فان كانت لا تخضع لضغوطات سياسية فهي تخضع لرقابة محتوى وان رفعت الرقابة عن المحتوى فان تنوع المحتوى محدود والوقت المخصص لعرض الحلقة محدود ايضا، فهي لا تملك كل خصائص برامج البودكاست، كما ان البرامج التلفزيونية مكلفة جدا مقارنة بالبودكاست فهي تحتاج الى استوديو ومحرر للمحتوى ومونتاج والاهم وقت لبث الحلقة.
بهذه المقارنة نجد ان برامج البودكاست تتفوق على البرامج التلفزيونية الكلاسيكية، كما ان هناك خصائص اخرى لبرامج البودكاست لا تتوفر بالبرامج التلفزيونية الكلاسيكية وهي:
امكانية معرفة عدد المشاهدين واعمارهم ومناطقهم وبلدانهم.
النشر مباشرة وبسهولة على عدة منصات تواصل مثل الواتس اب والفايبر وامكانية النشر على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بك وتويتر.
الوصول الى الجمهور بسهولة عن طريق الهواتف والتابلت والكومبيوتر وهي وسيلة اسهل من الشاشة.
امكانية اضافة شروحات عن المحتوى في البودكاست واضافة المصادر العلمية التي استخدمت لمحتوى الحلقة بالاضافة الى روابط لمواقع اخرى او مقالات داعمة للمحتوى، تضيف هذه الخاصية عمق للمحتوى بينما البرامج الكلاسيكية التلفزيونية تفتقر لهذه الخاصية.
البودكاست ينتصر عن قريب
مع ضيق الوقت وزيادة الانشغالات الحياتية يتجه المجتمع حاليا الى اختيار البرامج التي تناسب تطلعاته بشكل دقيق جدا بعيد عن العمومية، بالتالي خدمة البودكاست تقدم تنوع هائل في البرامج المتخصصة بالكثير من المجالات والتي تطرح باساليب مختلفة ويمكن الاطلاع عليها في اي وقت ومكان بالتالي اعتقد ان المستقبل سيكون للبودكاست اكثر من البرامج التلفزيونية الكلاسيكية.