حسام الطائي/ منصة التواصل الرقمي – لندن
ينتشر المحتوى المفيد على كل منصات التواصل الاجتماعي بتخصصات منوعة مثل محتوى الطبخ والتكنولوجيا والسفر وتقييمات الكتب وغير ذلك الكثير وهو امر ايجابي، لكن عند تصفح منصات التواصل بدقة ومشاهدة الحسابات المنوعة نستطيع ان نكتشف ان بعض افكار المحتويات متشابه بشكل كبير بل قد تكون مسروقة او منسوخة او مكررة من صانع محتوى الى اخر، فهل هذه الظاهرة سلبية ام ايجابية.
نسخ .. سرقة .. تكرار!
لا استطيع ان احدد ماهو اسم ظاهرة “تكرار فكرة المحتوى بين صناع ووسائل التواصل الاجتماعي” فهل هي “نسخ للافكار” ام “سرقتها” ام “تكرارها بشكل مختلف” والسبب لانه “محتوى لا يخضع لحقوق نشر واقتباس” فالصانعون لا يضعون عبارات تحذيرية لحماية محتواهم، ولا يدفعون لحفظ الحقوق للمواد المنتجة، ولا يتابعون من يقوم باقتباس او نسخ افكار المحتوى، بالتالي يمكن القول واقعيا هو “محتوى متاح للجميع لإعادة استخدام افكاره ونسخها وسرقتها وتكرارها” دون محاسبة، لذلك ممكن ملاحظة تكرار افكار المحتوى في نفس البلد او بلدان اخرى، وحتى بين بلدان مختلفة اللغة، فبعض الحسابات تنسخ من اخرى غربية او شرق اسيوية بدل البحث عن افكار محتوى جديد، بالتالي لا احد يعرف من هو صاحب الفكرة او المحتوى.
استخدام مصادر الاخرين
بعض صناع المحتوى يتابعون صناع اخرين يعتمد محتواهم على مصادر علمية موثوقة، يقومون بنشر روابط المصادر تحت فيديوهاتهم او يشيرون اليها خلال الفيديو، فيتم اخذها لصناعة محتوى بنفس الفكرة لاختصار جهد البحث والتفكير والوصول الى المصادر الموثوقة، بل اصبح المحتوى المنشور بحد ذاته مثال لصناعة محتوى اخر مشابه مع التعديل على طريقة
منتجته وعرضه وسرده.
ناحية ايجابية لحالة النسخ .. السرقة .. تكرار المحتوى
قد تخضع عملية النسخ او السرقة او التكرار لصناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي الى نظرية “تاثير الاعلام على مستويين” هذه النظرية الاعلامية تشير الى ان المواد والرسائل الاعلامية تؤثر على قادة الرأي والذين بدورهم يؤثرون على جماهيرهم لانهم يعرفون كيف يوصلونها باستخدام الاسلوب والكلمات واللهجة المطلوبة لتحقيق التاثير بجماهيرها.
هنا يمكن اعتبار ان صناع المحتوى الذين يأخذون افكار غيرهم يطبقون نظرية “تأثير الاعلام على مستويين” فهم يأخذون الفكرة والأسلوب من الصانع الاصلي للمحتوى ويعيدونها باستخدام اللهجة او الكلمات التي تؤثر بجماهيرهم المستهدفة في القرى او المدن او الدول الاخرى وبمختلف اللغات.
هذا الاسلوب يحقق نتائج كبيرة لان الصانع الاصلي للمحتوى قد يتحدث بلهجة او لغة لا تؤثر على جماهير اخرى، بالتالي يقوم صانع المحتوى الاخر بنشر فكرة المحتوى باستخدام ادوات التاثير التي يعرفها بجمهوره الخاص.
اختلاف الاسلوب لتحقيق التأثير
قد يكون صانع المحتوى الاصلي قد قدمه بأسلوب جاد، فيأي صانع اخر لينقل نفس المحتوى لكن بأسلوب فكاهي، وقد يستخدم اخر الكثير من المؤثرات بمحتواه بينما اخر يستخدم السرد اللغوي، اختلاف اسلوب العرض يحقق التأثير بالجمهور، كما ان شكل وعمر من يقدم المحتوى له دور في التأثير أيضاً، فان كان مراهق يؤثر بالمراهقين وان كان بالغ يؤثر بالبالغين وهكذا.
استنتاج ايجابي
اذا وبشكل ايجابي، اعادة انتاج المحتوى بأشكال وأنواع مختلفة يثري المحتوى المفيد في شبكات التواصل الاجتماعي ويؤثر بجماهير منوعة بشكل اوسع.
ناحية سلبية لحالة النسخ.. السرقة.. تكرار المحتوى
بكل وضوح هي “سرقة افكار وجهد” لمنتج المحتوى الأصلي، فبدلاً من التفكير كيف يكون صاحب المحتوى مميز بما ينتج وان تبرز افكاره وأسلوبه في التأثير بالجمهور، يأتي آخر ليسرق الفكرة وينسخ الأـسلوب ويضيف عليه بعض التعديل ويكرر ما فعله غيره في دولة وجمهور آخر.
وان كان المحتوى مشاع وليس فيه حقوق فكرية لكن صانع المحتوى يجب ان تكون لديه رقابة ذاتية بان لا يسرق افكار وجهود غيره.
ممكن ان تحفز افكار محتوى معين منتج محتوى اخر فيطرح الموضوع من وجهة نظر اخرى وهذا الامر يشبه منتجي وثائقيات الحرب العالمية الثانية، فهي تدور بنفس الفلك لكن تغطي مواضيع ونظريات وآراء مختلفة، لكن بدون تشابه كبير بمحتواها، مثل الافلام المستخدمة والصور وسيناريو الوثائقي والصياغة اللغوية وغيرها، علماً ان الوثائقيات لا تقل على الاكثر عن ٥٠ دقيقة بالتالي قد تظهر هنا وهناك جملة او مادة مكررة لكن ٩٠٪ غير مكرر، اما في صناعة المحتوى فهو لا يزيد عن ١٥ دقيقة ان كانت الى يوتيوب أما لباقي منصات التواصل فهي ٤ دقائق بحد اقصى، واستخدام مواد وصور وصياغات لغوية من آخرين يكون تأثيرها كبير وواضح جدا بانها مسروقة أو مستنسخة أو مكررة.
الخلاصة
هل السرقة او النسخ او التكرار في انتاج محتوى وسائل التواصل الاجتماعي مشروع ام لا؟
هل فوائد سرقة او نسخ او تكرار محتوى منصات التواصل كبير للجمهور لانه تنوع للأساليب واستهداف اعمار مختلفة في دول ومناطق مختلفة بالتالي تكون مشروعة للفائدة!
هل يجب ان نذكر مصدر المادة المنتجة لمنصات التواصل الاجتماعي كحقوق و كاحترام لذاتنا باننا لا نصادر جهود الآخرين وأفكارهم؟
اجابة هذه الاسئلة تحدد ان كانت عمليات: السرقة، أو النسخ، أو التكرار، مشروعة.. أم لا!